لـيـفـربـول و تـشـيـلـسي : مـن يـكون بـوابـة العـبور لـمـن

قد تكون ليلة الثلاثاء المرتقب في نصف نهائي البطولة الأغلي والأقوي علي وجه الأرض دوري أبطال أوروبا هي ليلة الثأر أو تكون ليلة تأكيد التفوق.


مباراة الثلاثاء ستكون النسخة الثالثة في الأعوام الأربعة الأخيرة في نفس الدور بين عملاقي انجلترا الحمر ليفربول والزرق تشيلسي , وقد كان الانتصار حليف الليفر في النسختين السابقتين ولذلك هم يريدون تأكيد هذا التفوق وعلو الكعب بينما يريد تشيلسي فك هذا النحس الذي يطارده والذي يقف حائل أمامه وأمام المباراة النهائية منذ خمسة سنوات.

ليفربول




نبدأ بالحديث عن ليفربول نظرا لكونه الشقيق الأكبر في العائلة الانجليزية عامة وكونه صاحب الأرض والضيافة في مباراة الذهاب علي قلعته التاريخية بمدينة ليفربول (الانفيلد رود).


دخل ليفربول الموسم باحلام مغايرة تماما عما وصل اليه الآن فلم تكن البطولات القارية ضمن مخططات الفريق الذي كان يأمل بتحقيق لقب محلي يرضي جماهيره المتعطشة لاعتلاء القمة المحلية التي غاب عنها فريقهم منذ 18 عام ولكنه لايزال هو صاحب الرقم القياسي في اعتلائها وابرز دليل علي ذلك هو أن ليفربول كان من ابرز الفرق المرشحة للاقصاء من الدور الأول بعد ثلاثة نتائج سيئة في مرحلة الذهاب لدوري المجموعات اذ لم ينجح سوي حصد نقطة واحدة من ثلاثة لقاءات ولكن الفريق المحنك أوروبيا وصاحب الخبرة الواسعة بقيادة مدرب اسباني قدير وهو رافائيل بينيتيز عاد بقوة في مرحلة العودة ونجح في الضرب بقوة وحقق ثلاثة انتصارات مدوية بعد أن حقق الانتصار الأكبر في تاريخ التشامبيونز ليج علي حساب بيشيكتاش التركي بثمانية قبل أن يضرب بورتو ومارسيليا برباعية لكل منهما ويصعد كوصيف للمجموعة ويلتقي باحد ابرز المتراهنين للفوز باللقب في الدور الـ16 وهو انتر ميلان الايطالي ولكن كان لطموح الليفر ولقوة شخصيته الكلمة العليا وخاصة بعد أن تبدد حلمه الرئيسي في بداية الموسم وهو لقب محلي ونجح في تحقيق انتصار مزدوج علي الانتر ذهابا في انجلترا بهدفين قبل أن يجدد الانتصار في ميلانو بهدف نظيف ليصعد ويترك الانتر يودع البطولة من الباب الصغير ليلتقي الفريق الأحمر بمدفعجية الأرسنال في ربع نهائي انجليزي خالص ونجح في العودة فيه من لندن بمباراة الذهاب بتعادل ايجابي بهدف لكل منهما ليلتقي الفريقان في مباراة عودة تعد أفضل مباريات البطولة حتي الآن ونجح الفريق في التأهل من خلالها بعد أن كان هو الفريق المودع حتي قبل النهاية بخمسة دقائق ولكن كما عودنا بينيتيز ورجاله بأنهم لا يعرفون المستحيل وسجلوا هدفين في الوقت القاتل ليصعد الفريق الي نصف النهائي بجدارة واستحقاق يحسد عليها الفريق الذي اثبتت الأيام أن العودة القوية التي يعود بها الفريق في العديد من المناسبات والتي كان أبرزها لقاء الأرسنال الي جانب اللقاء الذي سيظل عالق في ذاكرة تاريخ كرة القدم في نهائي 2005 امام الميلان لم يكن من قبيل الصدفة او هي مجرد ضربة حظ وانما دليل علي قوة شخصية وعدم اليأس أو الاستسلام مهما كانت الظروف .


ليفربول سيدخل هذا اللقاء بدون غيابات أو ايقافات وبكامل العدة والعتاد باستثناء بعض الشكوك التي تحوم حول قائد الفريق وقلبه ستيفن جيرارد وان كان ظني أنها مجرد خدعة وسيكون جيرارد حاضر في الموعد ويأمل بينيتيز في تحقيق نتيجة جيدة بمباراة الذهاب حتي تعطي الفريق راحة نفسية قبل أسبوع من مباراة عودة ستكون شاقة بأحد أصعب ملاعب أوروبا وهو الستامفورد بريدج .


تشيلسي


بالفعل كانت بداية الألفية الثالثة هي مولد عملاق جديد في سماء الكرة العالمية وهو فريق تشيلسي الذي صال وجال في السنوات الأخيرة وصنع لنفسه تاريخ وأصبح رقما صعب ويخشي الجميع مقارعته علي الرغم من حداثته.


فريق تشيلسي ليس بالفريق الحديث من حيث النشأة حيث أنه تأسس في عام 1905 الا أنه حديث في كونه ناديا قويا ومنافسا شرسا علي كافة الأصعدة وكل البطولات التي يشارك فيها الا أن بطولة أبطال أوروبا لاتزال عصية عليه رغم أنها الحلم الأكبر الذي يداعب لاعبيه وادارته وجماهيره وقد يكون هذا العام هو عامهم المنتظر.


تشيلسي وصل الي نصف النهائي ثلاث مرات في الأعوام الأربعة الأخيرة ولكنه لم ينجح في الوصول أبعد من ذلك كانت المرة الأولي عندما اقصي علي يد موناكو الفرنسي رغم أنه كان المرشح الأكبر للفوز باللقب امام موناكو وبورتو وديبورتيفو الا أن البطولة قد ذهبت لبورتو في النهاية وذهب معها مدرب تشيلسي الأسبق الايطالي رانييري ويأتي بدلا منه بطل اوروبا مورينهو ليبدأ معه عصر تشيلسي الذهبي والذي مايزال مستمر حتي الآن ولكن الفريق عاد في الموسم الذي تلاه وودع البطولة من جديد علي يد ليفربول نفسه في نصف النهائي من جديد قبل أن يخرج من برشلونة في العام قبل الماضي من ثمن النهائي ويعود مورينهو من جديد ليلاقي الموسم الماضي منافسه التقليدي ليفربول في نصف النهائي مرة أخري ويودع البطولة مرة أخري ويودع مورينهو هو الآخر تشيلسي بعد مسيرة مظفرة ويأتي بديلا عنه الصهيوني افرام جرانت والذي توقع الجميع مع قدومه أن تكون هذه بداية النهاية للعملاق الأزرق تشيلسي الا أن الفريق كلاعبين وجمهور وحنكة مساعد المدرب والذي يعتبر الرجل الأول في الخفاء تين كايت نجحوا في مواصلة المسيرة ونجح الفريق في تجاوز بدايته السيئة وهو الآن منافس شرس علي لقب الدوري الانجليزي قبل ثلاثة أسابيع من نهايته وينتظره صراع شرس أمام مانشستر السبت المقبل والتي ستحدد يشكل كبير الي أين سيتجه اللقب , أما في بطولتنا الأوروبية فالفريق كان مشواره أقل صعوبة نسبيا من مشوار غريمه ليفربول بعد أن تصدر الفريق مجموعته علي حساب كل من فالنسيا الأسباني وشالكة الألماني وروزنبورج النرويجي ليلاقي الفريق في نصف الدور الـ16 فريق اوليمبياكوس اليوناني ويعود الفريق من اثينا بتعادل سلبي قبل أن يحقق انتصارا مستحق في لندن بثلاثية ويصعد لربع النهائي ليواجه فريق فناربخشة التركي ويخسر باسطانبول بهدفين لهدف ثم يعود الي ملعبه وينجح في احراز هدفين نظيفين يضعانه وجها لوجه من جديد أمام ليفربول والفريق بالطبع قد تعلم من أخطاء الماضي ويرغب في فك العقدة وهو جاهز بكافة اسلحته من أجل ذلك باستثناء الموقوف عن مباراة الذهاب مسمار خط الوسط الغاني مايكل ايسيان وبعض الشكوك أيضا تحوم حول مشاركة لامبارد .

تاريخ لقاءات الفريقين




الجدير بالذكر أن الفريقان التقيا سويا في دوري الأبطال في المواسم الثلاثة الماضية أي في ستة لقاءات كانت المواجهة مرتين في نصف النهائي ومرة في دوري المجموعات وكان الفوز من نصيب ليفربول في لقائين وفاز تشيلسي في مباراة واحدة والثلاثة الآخرين كان التعادل هو الحاسم لهم وعلي الرغم من نجاح ليفربول في التخطي الا أن الفوارق بين الفريقين تعد بسيطة جدا وجميع الاحتمالات مفتوحة .


أما بالنسبة علي جميع المباريات التي التقي فيها الفريقين في كافة البطولات منذ عام 2000 وحتي الآن فقد التقيا في 27 مباراة كان ليفربول هو الفريق الفائز في تسعة منها بينما نجح تشيلسي في الانتصار بـ11 مباراة وكان التعادل سيد الموقف في السبع مباريات الأخري.


الفريقان متقاربان ومتشابهان في كل شئ تقريبا والتوفيق فقط هو من سيحسم تأشيرة العبور الي موسكو الي اي منهما.


المباراة ستبدأ في التاسعة الا ربع بتوقيت القاهرة علي ملعب انفيلد رود وسنوافيكم بتقرير مفصل عنها بالاضافة الي الملخص المصور فور انتهائها بإذن الله.